لقد حدث في الفترة الأخيرة طفرة كبيرة في الذكاء الاصطناعي، خصوصا بعد ظهور برنامج ثوري من إنتاج شركة OPENAI.
يدعى هذا البرنامج شات جي بي تي Chat GPT-3 و هو موجود في موقع chat.openai.com، و لدى البرنامج القدرة على الإجابة على سؤال بطريقة منطقية، و كأنك تتحدث مع إنسان حقيقي، و ليس روبوت، بالإضافة إلى ما يملكه من إمكانيات هائلة جدا.
بعض من إمكانيات روبوت Chat GPT-3
- يستطيع هذا الروبوت أن يكتب مقالات، و أن يكت شعر، و قصص، و حتى كتابة الأناشيد.
- يستطيع حل المعادلات الرياضية، و كتابة أكواد برمجية، كذلك يستطيع إصلاح الاكواد الخاطئة.
- بالإضافة إلى عدة إمكانيات أخرى مذهلة لا تتخيلها.
تعريف الذكاء الاصطناعي
هي قدرة الحاسب الآلي على محاكاة القدرة المعرفية للعقل البشري، و التعلم و استخدام هذا العلم في حل المشاكل بشكل منطقي.
ما هو Chat GPT؟
GPT هي اختصار Generative Pre-Trained Transformation ، و المقصود به أنه موديل من موديلات الذكاء الاصطناعي المدرب على إنتاج كلام منطقي مفهوم، بناءا على قاعدة بيانات معرفية ضخمة، عبارة عن مجموع كل الكتب التي قام بكتابتها البشر تقريبا، و جميع مواقع الانترنت التي تحتوي على معلومات موثقة، و أبحاث علمية معتمدة، و عنده القدرة على عمل 175 مليار مسألة حسابية، و يحلل و يفهم و يعمل بحث لقاعدة البيانات المعرفية الموجودة بحوزته ، ثم يقوم بعد ذلك بتكوين جمل منطقية و مفهومة و مسلسلة للإجابة على سؤالك، و لا يوجد في وقتنا الحالي موديل ذكاء اصطناعي عنده تلك القدرات، لذلك فأنه يعتبر طفرة كبيرة في ذلك المجال.
هناك عدة أسئلة مطروحة عن برنامج الشات جي بي تي منها:
هل سيصبح هذا البرنامج بديلا لجوجل، أو سيتفوق عليه؟
هل سيصبح Chat GPT بديلا عن الإبداع البشري؟
للإجابة على السؤال الأول: هل سيصبح هذا البرنامج بديلا لجوجل، أو سيتفوق عليه؟
هناك نقطة مهمة و هي أن شات جي بي تي ، لا يعتبر بديلا عن محرك بحث جوجل، ذلك كونه لا يتصل بمحرك بحث اون لاين من الأساس.
هذا الأمر غريب بعض الشيء، لأنك حين تقوم بكتابة أي شيء في محرك بحث جوجل ، فكل ما يفعله جوجل هوان يقوم بالبحث في فهرس المواقع الموجودة عنده، ثم يظهر لك النتيجة بموقع مذكور فيه كلمات أو جمل مماثلة لما أدخلته بخانة البحث لديه.
بمعنى آخر فإن الإنتاجية الذي يظهرها جوجل لك عبارة عن سلسة من مواقع الانترنت بكل ما تحتويه من كتابة أو صوت أو صور أو فيديوهات، و لكن كيف استخدم Chat GPT ، انك حين تسأل برنامج Chat GPT سؤال فهو يقوم بتأليف إجابة كلامية أصلية، وليست منقولة من مكان آخر بناءا على السؤال الذي سألته له، و كأنك تجلس مع صديق مثقف جدا موسوعة و صاحب حكمة كبيرة لأنه قرأ كل كتب الدنيا، فإذا سألته عن رأيه في موضوع فهو سوف يستغل كل معرفته و ثقافته ليجاوبك على سؤالك، وذلك المثل هو أقرب شيء لما يقوم به هذا البرنامج.
نعود الآن للسؤال الثاني: هل سيصبح Chat GPT-3 بديلا عن الإبداع البشري؟
إذا أعطينا برنامج Chat GPT الفرصة لكي يعبر عن نفسه، و قمنا بسؤال البرنامج نفسه هذا السؤال، لنرى ما هي إجابته.
مثلا لقد سألناه ما هي مدى قدراتك؟
فكانت إجابته بشكل مختصر أنه يستطيع الإجابة على الأسئلة بشكل منطقي معتمدا على بنك المعرفة الضخم المتصل به، كما أنه يقيم حوار متصل مع الشخص الذي يتحدث معه، و انه قادر على صنع المحتوى مثل كتابة المقالات و أبيات الشعر و القصص، و التقارير، بالإضافة لقدرات الترجمة و التلخيص، على سبيل المثال تستطيع أن تعطي للبرنامج مقالة كبيرة مكتوبة باللغة الانجليزية، و تطلب منه أن يلخصها في فقرة واحدة، و كذلك يترجمها و يخلصها باستعمال اللغة العربية.
إضافة لما سبق فإنه يستطيع عمل إعادة صياغة للمقالات لتتناسب مع عمر معين، مثلا في حالة شرح موضوع معقد للأطفال، فهذا البرنامج قادر على قراءة المقال التي تريده، و من ثم ترجمته ثم يبسط تلك اللغة لتتناسب مع عمر الطفل.
لذلك كما نرى هذا التطبيق فإن سر قوته أنه يستطيع التعامل بمنطق الكلام، لذا هذا التطبيق قادر على أن يغير وجه مجلات كثير جدا في حياتنا.
مثلا إذا تم استخدامه في المجال الطبي، فهو حقيقة لا يستطيع التشخيص أو وصف العلاج، و لكن ممكن استخدامه من قبل الأطباء، في عمل الأبحاث العلمية بسهولة، و في ترجمة المقالات العلمية من لغة إلى أخرى.
مثلا إذا طلبت من التطبيق عمل بحث علمي في احدث الأساليب المستخدمة في مجال جراحات القلب، فسوف يشرع التطبيق على الفور لعمل فحص كامل لأحدث الأبحاث العلمية التي تم عملها في هذا المجال، نعم سوف يقوم البرنامج بعمل بحث جديد تلخيصا لما قرأه و تعلمه من تلك الأبحاث، ثم سيصدر بحثا جديدا احترافيا بأسلوب منمق و رائع و بجودة عالية.
و مما سبق يتضح ما يمكن عمله مستقبلا بتطبيق Chat GPT ، و الاستخدامات المتوقعة له، لذلك عند سؤال هذا البرنامج:
ما الذي يمكن أن نستفيد منه علميا للطلبة؟ فكانت إجابته أنه يستطيع فعل أربعة أشياء:
- يستطيع شرح مواضيع للطلبة، مثلا إذا كنت مدرس، و طلبت منه أن يكتب لك محاضرة عن موضوع معين، سوف يقوم البرنامج بكتابة المطلوب و المفترض أن يكون في تلك المحاضرة و بدقة تامة، كما أنه يستطيع أن يبسط تلك المحاضرة بإعادة صياغتها للأطفال من ذوى الأعمار الأصغر، أو تجعله يكتب لك محاضرة أكثر عمقا في حالة أن الطلبة كانوا أكبر عمرا، و كذلك يستطيع عمل شرائح الباور بوينت للمحاضرة، بالترتيب و بالشكل المثالي.
- ممكن أن يقوم بمراجعة الواجبات التي قمت بطلبها من الطلاب، أو الأبحاث العلمية مثلا ليقرءاها و يراجعها و ينتقدها، و يصلح ما بها من أخطاء.
- عمل الأبحاث المختلفة بدقة متناهية، و كذلك تلخيص الكتب، و المراجع.
- ترجمة أي محتوى من أي لغة إلى أي لغة أخرى باحترافية تامة.
إنه تطبيق حقا روعة، و بإمكانيات هائلة، و قدرات كبيرة، و نستطيع أن نستخدمه في مختلف نواحي، و مجالات الحياة، و لكن هو في الأخير مجرد أداة مساعدة، نعم أداة مساعدة لكن قوية جدا تساعدك على انجاز أجزاء من عملك بكفاءة عالية، و سهولة، و توفر عليك الكثير من الوقت و الجهد، لكن ذلك البرنامج يبقى غير مبتكر أو مخترع أو مبدع، و لا يستطيع أن يقوم بالابتكارات أو الاختراعات كما يفعل البشر.